الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم
وقال عبد اللّه بن عمرو: لم تكن صيحة في السماء إلا بغضب من اللّه عز وجل على أهل الأرض.{مَّا لَهَا مِن فَوَاقٍ} أي من ترداد؛ عن ابن عباس.مجاهد: ما لها رجوع.قتادة: ما لها من مثنوية.السدّي: ما لها من إفاقة.وقرأ حمزة والكسائي: {مَا لَهَا مِنْ فُوَاقٍ} بضم الفاء.الباقون بالفتح.الجوهري: والفَواق والفُواق ما بين الحَلْبتين من الوقت؛ لأنها تحلب ثم تترك سويعة يرضعها الفصيل لتَدِرّ ثم تُحلَب.يقال: ما أقام عنده إلا فُوَاقًا؛ وفي الحديث: «العيادة قدر فواق الناقة» وقوله تعالى: {مَّا لَهَا مِن فَوَاقٍ} يقرأ بالفتح والضم أي ما لها من نظرة وراحة وإفاقة.والفِيقة بالكسر اسم اللبن الذي يجتمع بين الحلبتين: صارت الواو ياء لكسر ما قبلها؛ قال الأعشى يصف بقرة:
والجمع فِيق ثم أفواق مثل شِبر وأشبار ثم أفاويق.قال ابن همّام السّلُوليّ: والأفاويق أيضًا ما اجتمع في السحاب من ماء، فهو يمطر ساعة بعد ساعة.وأفاقت الناقة إفاقة أي اجتمعت الفِيقة في ضرعها؛ فهي مُفِيقٌ ومُفِيقَةٌ عن أبي عمرو والجمع مفاويق.وقال الفرّاء وأبو عبيدة وغيرهما: {مِنْ فَوَاقٍ} بفتح الفاء أي راحة لا يفيقون فيها، كما يفيق المريض والمغشيّ عليه.و{مِنْ فُواقٍ} بضم الفاء من انتظار.وقد تقدّم أنهما بمعنىً وهو ما بين الحلبتين.قلت: والمعنى المراد أنها ممتدّة لا تقطيع فيها.وروى أبو هريرة قال: حدّثنا رسول صلى الله عليه وسلم ونحن في طائفة من أصحابه. الحديث.وفيه: «يأمر اللّه عز وجل إسرافيل بالنفخة الأولى فيقول انفخ نفخة الفزع فيفزع أهل السموات وأهل الأرض إلا من شاء اللّه ويأمره فيمدّها ويديمها ويطوّلها يقول اللّه عز وجل: {وَمَا يَنظُرُ هؤلاءاء إِلاَّ صَيْحَةً واحِدَةً مَّا لَهَا مِن فَوَاقٍ}» وذكر الحديث، خرجه علي بن معبد وغيره كما ذكرناه في كتاب التذكرة.قوله تعالى: {وَقَالُواْ رَبَّنَا عَجِّل لَّنَا قِطَّنَا قَبْلَ يَوْمِ الحساب} قال مجاهد: عذابنا.وكذا قال قتادة: نصيبنا من العذاب.الحسن: نصيبنا من الجنة لنتنعم به في الدنيا.وقاله سعيد بن جُبير.ومعروف في اللغة أن يقال للنصيب قِطَّ وللكتاب المكتوب بالجائزة قِط.قال الفراء: القِط في كلام العرب الحظ والنصيب.ومنه قيل للصك قِط.وقال أبو عبيدة والكسائي: القِط الكتاب بالجوائز والجمع القطوط؛ قال الأعشى: يعني كتب الجوائز.ويروى: بأُمَّتِهِ بدل بغبطته، أي بنعمته وحاله الجليلة، ويأفِق يصلح.ويقال: في جمع قِط أيضًا قِططة وفي القليل أقط وأْقطاط.ذكره النحاس.وقال السدي: سألوا أن يمثل لهم منازلهم من الجنة ليعلموا حقيقة ما يوعدون به.وقال إسماعيل بن أبي خالد: المعنى عجّل لنا أرزاقنا.وقيل: معناه عجل لنا ما يكفينا؛ من قولهم: قَطْنِي؛ أي يكفيني.وقيل: إنهم قالوا ذلك استعجالا لكتبهم التي يعطونها بأيمانهم وشمائلهم حين تلي عليهم بذلك القرآن.وهو قوله تعالى: {فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ} [الانشقاق: 7].{وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ} [الانشقاق: 10].وأصل القطّ القَطّ وهو القطع، ومنه قَطّ القلم؛ فالقِط اسم للقطعة من الشيء كالقَسْمِ والقِسْم فأطلق على النصيب والكتاب والرزق لقطعه عن غيره؛ إلا أنه في الكتاب أكثَر استعمالا وأقوى حقيقة.قال أمية بن أبي الصَّلْت: {قَبْلَ يَوْمِ الحساب} أي قبل يوم القيامة في الدنيا إن كان الأمر كما يقول محمد.وكل هذا استهزاء منهم. اهـ. .قال الألوسي: {أَمْ عِندَهُمْ خَزَائِنُ رَحْمَةِ رَبّكَ العزيز الوهاب} في مقابلة قوله سبحانه: {أَءنزِلَ} [ص: 8] الخ، ونظيره في رد نظيره {أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبّكَ} [الزخرف: 32] وأم منقطعة مقدرة ببل والهمزة، والمراد بالعندية الملك والتصرف لا مجرد الحضور.وتقديم الظرف لأنه محل الإنكار أي بل أيملكون خزائن رحمته تعالى ويتصرفون فيها حسبما يشاؤن حتى أنهم يصيبون بها من شاؤا ويصرفونها عمن شاؤا ويتحكمون فيها بمقتضى رأيهم فيتخيروا للنبوة بعض صناديدهم.وإضافة الرب إلى ضميره صلى الله عليه وسلم للتشريف واللطف به عليه الصلاة والسلام، والعزيز القاهر على خلقه، والوهاب الكثير المواهب المصيب بها مواقعها، وحديث العزة والقهر يناسب ما كانوا عليه من ترفعهم بالنبوة عنه صلى الله عليه وسلم تجبرًا.والمبالغة في الوهاب من طريق الكمية تناسب قوله تعالى: {خَزَائِنِ} وتدل على حرمان لهم عظيم، وفي ذلك إدماج أن النبوة ليست عطاء واحدًا بالحقيقة بل يتضمن عطايا جمة تفوت الحصر وهي من طريق الكيفية المشار إليها بإصابة المواقع للدلالة على أن مستحق العطاء ومحله من وهب ذلك وهو النبي صلى الله عليه وسلم وفي الوصف المذكور أيضًا إشارة إلى أن النبوة موهبة ربانية.{أَمْ لَهُم مٌّلْكُ السموات والأرض وَمَا بَيْنَهُمَا} ترشيح لما سبق أي بل ألهم ملك هذه الأجرام العلوية والأجسام السفلية حتى يتكلموا في الأمور الربانية ويتحكموا في التدابير الإلهية التي يستأثر بها رب العزة والكبرياء، وقوله تعالى: {فَلْيَرْتَقُواْ في الاسباب} جواب شرط محذوف أي إن كان لهم ما ذكر من الملك فليصعدوا في المعارج والمناهج التي يتوصل بها إلى السموات فليدبروها وليتصرفوا فيها فإنهم لا طريق لهم إلى تدبيرها والتصرف فيها إلا ذاك أو إن ادعوا ما ذكر من الملك فليصعدوا وليتصرفوا حتى يظن صدق دعواهم فإنه لا أمارة عندهم على صدقها فلا أقل من أن يجعلوا ذلك امارة، وقال الزمخشري ومتابعوه: أي فليصعدوا في المعارج والطرق التي يتوصل بها إلى العرش حتى يستووا عليه ويدبروا أمر العالم وملكوت الله تعالى وينزلوا الوحي إلى من يختارون ويستصوبون، وهو مناسب للمقام بيد أن فيه دغدغة، وأيًّا ما كان ففي أمرهم بذلك تهكم بهم لا يخفى، والسبب في الأصل الوصلة من الحبل ونحوه.وعن مجاهد الأسباب هنا أبواب السموات، وقيل السموات أنفسها لأن الله تعالى جعلها أسبابًا عادية للحوادث السفلية.{جُندٌ مَّا هُنَالِكَ مَهْزُومٌ مّن الاحزاب} أي هم جند الخ، فجند خبر مبتدأ محذوف مقدر مقدمًا كما هو الظاهر وما مزيدة قيل للتقليل والتحقير نحو أكلت شيئًا ما، وقيل للتعظيم والتكثير، واعترض بأنه لا يلائمه {مَهْزُومٌ} وأجيب بأن الوصف بالعظمة والكثرة على سبيل الاستهزاء فهي بحسب اللفظ عظمة وكثرة وفي نفس الأمر ذلة وقلة، ورجح بأن الأكثر في كلامهم كونها للتعظيم نحو لأمر ما جدع قصير أنفسه لأمر ما يسود من يسود، وقول امرىء القيس:مع أن الكلام لتسليته صلى الله عليه وسلم وتبشيره بانهزامهم وذلك أكمل على هذا التقدير بل قيل إن التبشير بخذلان عدد حقير ربما أشعر بإهانة وتحقير. وفيه نظر، و{هُنَالِكَ} صفة {جُندٌ} أو ظرف {مَهْزُومٌ} وهو إشارة إلى المكان البعيد وأريد به على قول المكان الذي تفاوضوا فيه مع الرسول صلى الله عليه وسلم بتلك الكلمات السابقة وهو مكة وجعل ذلك إخبارًا بالغيب عن هزيمتهم يوم الفتح، وقيل يوم بدر وروي ذلك عن مجاهد وقتادة، وأنت خبير بأن هنالك إذا كان إشارة إلى مكة ومتعلقًا بمهزوم لا يتسنى هذا إلا إذا أريد من مكة ما يشمل بدرًا، و{مَهْزُومٌ} خبر بعد خبر، وأصل الهزم غمز الشيء اليابس حتى ينحطم كهزم الشن وهزم القثاء والبطيخ ومنه الهزيمة لأنه كما يعبر عنه بالحطم والكسر، والتعبير عما لم يقع باسم المفعول المؤذن بالوقوع على ما في بعض شروح الكشاف للإيذان بشدة قربه حتى كأنه محقق، و{مّن الاحزاب} صفة {جُندٌ} أي هم جند قليلون أذلاء أو كثيرون عظماء كائنون هنالك من الكفار المتحزبين على الرسل مكسورون عن قريب أو جند من الأحزاب مكسورون عن قريب في مكانهم الذي تكلموا فيه بما تكلموا فلا تبال بما يقولون ولا تكترث بما يهذون.وقال أبو البقاء {جُندٌ} مبتدأ وما زائدة وهنالك نعت وكذا من الأحزاب ومهزوم خبر، وتعقبه أبو حيان بأن فيه بعد التفاتة عن الكلام الذي قبله، واعتبر الزمخشري الحصر أي ما هم إلا جند من المتحزبين مهزوم عن قريب لا يتجاوزون الجندية المذكورة إلى الأمور الربانية، وهو حسن إلا أنه اختلف في منشأ ذلك فقيل: إنه كان حق الجند أن يعرف لكونه معلومًا فنكر سوقًا للمعلوم مساق المجهول كأنه لا يعرف منهم إلا هذا القدر وهو أنهم جند بهذه الصفة.وقال صاحب الكشف: إنه التفخيم المدلول عليه بالتنكير، وزيادة ما الدالة على الشيوع وغاية التعظيم لدلالتهما على اختصاص الوصف بالجندية من بين سائر الصفات كأنه لا وصف لهم غيرها، وفيه منع ظاهر، ويفهم كلام العلامة الثاني أنه اعتبار كون {جُندٌ} خبرًا مقدمًا لمبتدأ محذوف لأن المقام يقتضي الحصر فتدبر ولا تغفل.وجعل الزمخشري {هُنَالِكَ} الموضع للإشارة إلى المكان البعيد مستعارًا للمرتبة من العلو والشرف على أنه إشارة إلى حيث وضعوا فيه أنفسهم من الانتداب لمثل ذلك القول العظيم كما في قولهم لمن انتدب لأمر ليس من أهله لست هنالك؛ وفيه إيماء إلى علة الذم؛ وجوز على هذا أن تكون ما نافية أي هم جند ليسوا حيث وضعوا أنفسهم.وتعقب بأنه مما لم يقله أحد من أهل العربية ولا يليق بالمقام وفيه بحث، وجوز أن تكون {هُنَالِكَ} إشارة إلى الزمان البعيد وهي كما قال ابن مالك قد يشار بها إليه نحو قوله تعالى: {هُنَالِكَ تَبْلُواْ كُلُّ نَفْسٍ مَّا أَسْلَفَتْ} [يونس: 03] وتتعلق بمهزوم، والكلام إخبار بالغيب إما عن هزيمتهم يوم الفتح أو يوم بدر كما تقدم حكايته أو يوم الخندق ولا يخفى ما فيه، وقيل: إشارة إلى زمان الارتقاء في الأسباب أي هؤلاء القوم جند مهزوم إذا ارتقوا في الأسباب وليس بالمرضى، وقيل: ما اسم موصول مبتدأ وهنالك في موضع الصلة وجند خبر مقدم ومهزوم ومن الأحزاب صفتان وهما المقصودان بالإفادة وما هنالك إشارة إلى مكة، والمراد من الذين فيها المشركون والتعبير عنهم بما لأنهم كالأنعام بل هم أضل، وقيل الأصنام وعبدتها، وأمر التعبير بما عليه أظهر ويقال فيه نحو ما قاله أبو حيان في كلام أبي البقاء وزيادة لا تخفى.{كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ ذُو الْأَوْتَادِ (12)} إلى آخره استئناف مقرر لمضمون ما قبله ببيان أحوال العتاة الطغاة مما فعلوا من التكذيب وفعل بهم من العقاب، و{ذُو الاوتاد} صفة فرعون لا لجميع ما قبله وإلا لقيل ذوو الأوتاد، و{الاوتاد} جمع وتد وهو معروف، وكسر التاء فيه أشهر من فتحها ويقال وتد واتد كما يقال شغل شاغل قاله الأصمعي وأنشد: وقالوا: ود بإبدال التاء دالًا والإدغام ووت بإبدال الدال تاء، وفيه قلب الثاني للأول وهو قليل، وأصل إطلاق ذلك على البيت المطنب بأوتاده وهو لا يثبت بدونها كما قال الأعشى: فقيل إنه شبه هنا فرعون في ثبات ملكه ورسوخ سلطنته ببيت ثابت أقيم عماده وثبتت أوتاده تشبيهًا مضمرًا في النفس على طريق الاستعارة المكنية ووصف بذي الأوتاد على سبيل التخييل، فالمعنى كذبت قبلهم قوم نوح وعاد وفرعون الثابت ملكه وسلطنته وقيل: شبه الملك الثابت من حيث الثبات والرسوخ بذي الأوتاد وهو البيت المطنب بأوتاده واستعير ذو الأوتاد له على سبيل الاستعارة التصريحية قيل وهو أظهر مما مر نهايته أنه وصف بذلك فرعون مبالغة لجعله عين ملكه، والمعنى على وصفه بثبات الملك ورسوخ السلطنة واستقامة الأمر.وقال ابن مسعود وابن عباس في رواية عطية: الأوتاد الجنود يقوون ملكه كما يقوى الوتد الشيء أي وفرعون ذو الجنود فالاستعارة عليه تصريحية في الأوتاد، وقيل: هو مجاز مرسل للزوم الأوتاد للجند، وقيل المباني العظيمة الثابتة وفيه مجاز أيضًا، وقال ابن عباس في رواية أخرى وقتادة وعطاء: كانت له عليه اللعنة أوتاد وخشب يلعب له بها وعليها، وقيل: كان يشبح المعذب بين أربع سوار كل طرف من أطرافه إلى سارية ويضرب في كل وتدًا من حديد ويتركه حتى يموت، وروي معناه عن الحسن ومجاهد وقيل: كان يمده بين أربعة أوتاد في الأرض ويرسل عليه العقارب والحيات، وقيل: يشده بأربعة أوتاد ثم يرفع صخرة فتلقى عليه فتشدخه، وعلى هذه الأقوال الأربعة فالأوتاد ثابتة على حقيقتها.{وَثَمُودُ وَقَوْمُ لُوطٍ وأصحاب الأيكة} أصحاب الغيضة وهم الذين أرسل إليهم شعيب عليه السلام نسبوا إلى غيضة كانوا يسكنونها، وقيل الأيكة اسم بلد لهم {أولئك} المكذبون {الاحزاب} أي الكفار المتحزبون على الرسل عليهم السلام المهزومون؛ وهو مبتدأ وخبر ويفهم من ذلك أن الأحزاب الذين جعل الجند المهزوم منهم هم هم وأنهم الذين وجد منهم التكذيب لأن المبتدأ والخبر في مثله متعاكسان رأسًا برأس لا لأن {أولئك} إشارة إلى الأحزاب أولًا والأحزاب ثانيًا هم المكذبون.{إِن كُلٌّ إِلاَّ كَذَّبَ الرسل} استئناف جيءَ به تقريرًا لتكذيبهم على أبلغ وجه وتمهيدًا لما يعقبه، فإن نافية ولا عمل لها لانتقاض النفي بإلا، و{كُلٌّ} مبتدأ والاستثناء مفرغ من أعم العام وهو الخبر أي ما كل حزب من الأحزاب محكومًا عليه بحكم إلا محكومًا عليه بأنه كذب الرسل أو مخبرًا عنه بخبر إلا مخبرًا عنه بأنه كذب الرسل لأن الرسل يصدق كل منهم الكل وكلهم متفقون على الحق فتكذيب كل واحد منهم تكذيب لهم جميعًا، وجوز أن يكون من مقابلة الجمع بالجمع أي ما كلهم محكومًا عليه بحكم أو مخبرًا عنه بشيء إلا محكومًا عليه أو إلا مخبرًا عنه بأنه كذب رسوله، والحصر مبالغة كأن سائر أوصافهم بالنظر إلى ما أثبت لهم بمنزلة العدم فيدل على أنهم غالون في التكذيب، ويدل على غلوهم فيه أيضًا إعادته متعلقًا بالرسل وتنويع الجملتين إلى اسمية استثنائية وغيرها أعني قوله تعالى: {كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ} [ص: 12] الخ، وجعل كل فرقة مكذبة للجميع على الوجه الأول، ويسجل ذلك عليهم استحقاقهم أشد العقاب ولذا رتب عليه قوله تعالى: {فَحَقَّ عِقَابِ} أي ثبت ووقع على كل منهم عقابي الذي كانت توجبه جناياتهم من أصناف العقوبات فأغرق قوم نوح وأهلك فرعون بالغرق وقوم هود بالريح وثمود بالصيحة وقوم لوط بالخسف وأصحاب الأيكة بعذاب الظلة.
|